مقتطفات من محاضره للشيخ بن حفيظ والتي كانت بعنوان"ما يمتاز به اهل الشوق والمحبه للحق ورسوله"
معه نحيا يا رب، معه نموت، معه يا رب نحشر، يا رب معه تحت لواء الحمد، يا رب تحت ظل العرش، يا رب معه عند المرور على الصراط، يا رب معه في دار الكرامة وجناتك العلا يا رب، يا رب معه صغارنا معه وكبارنا، معه رجالنا، معه نساؤنا..
ومن حضر المحضر أذِقهم يا ربي حلاوةَ المعية، ولذةَ المعية، حتى لا يرضوا لأنفسهم بالدنية، والهُوِي مع الأغراض السفلية.
يا الله حرِّر هذه القلوب، يا الله حرِّر هذه النفوس، يا الله حرِّر هذه الوجهات، اجعل وجهتَنا إليك، واعتمادنا عليك ..
لم أزل بالباب واقف فارحمن ربي وقوفي
وإذا رحم وقوفَك أدخلك إلى دائرة الفضل، وفي هناك ما عاد تريد أن تنصرف لا يمنة ولا يسرة
وبواد الفضل عاكف فادم ربي عكوفي
ولحسن الظن ألازم ..
حسن الظن بالله، حسن الظن بالأنبياء، حسن الظن برسله، حسن الظن بالصحابة، حسن الظن بأهل البيت، حسن الظن بالعلماء، حسن الظن بالأحياء، حسن الظن بالأموات..
ولحسن الظن ألازم فهو خلي وحليفي
وأنيسي وجليسـي طول ليلي ونهاري
ومن جاء بحسن الظن انقضت حاجته، وتحققت مسألته..
حاجة في النفس يا رب فاقضها يا خير قاضي
يا الله ومن حاجتنا نظرتُك إلى هذه القلوب كلها
حرك همتك وقل يا الله، لا بلسانك وحده، قل بكلِّيتك يا الله .. بقلبك قل يا الله، في دمك قل يا الله، بشعرك قل يا الله، بعظامك قل يا الله، في عصبك قل: يا الله بعصبك قل يا الله، بخلاياك قل يا الله، لأنه ليست فيك خلية من صنعِ غيره، خلاياك كلها من صنعِه فناده بها، هو أحق أن يُتوجَّه بها إليه، توجه بكلِّيتك، قل لهذا القريب المجيب الذي جعلك من أمة هذا الحبيب وأسرى إليك الخير والنصيب في هذه الساعة قل له بكليتك يا الله ..
فهو وعزته يسمعك، نعم يسمعك، قل له: يا الله، ومع أنه يسمعك ينظرك ويبصرك ويراك، إنه الله.. فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
إنه الأكرم يا فرداً من أمة محمد، انوِ النيةَ الصالحة في باقي عمرك، اغتنم ساعةَ العطاء، اغتنم ساعة القبول، ما تحصلها كل ساعة..
يا حي يا قيوم اجعلها من ليالي الأنس، لا تحرمنا يا الله، لا تخيبنا يا الله، لا تقطعنا يا الله، لا تصرف الخيرَ عنا.. نسألك من فجأة الخير ونعوذ بك من فجأة الشر.
نوِّر القلوب، ونوِّر القبور، وهيئنا لمرافقةِ بدرِ البدور، ونور النور محمد المصطفى المحمود، سببُ السعادة لكل مسعود، أكرمِ كلِّ مولود.. كلكم صلوا عليه، هو القائل: من صلى عليه واحدة صلى الله به عليه عشرا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه تسليما، واكتب لنا القبول فنبيت وأنت تصلي علينا،
ومن بات وأن تصلي عليه بُدِّلت سيئاته إلى حسنات، ومن بات وقد صليت عليه أشرقت له الأنوار الباهيات.
يا الله الباقي من ربيع الأول اجعله في ارتقاء عظيم، ومددٍ جسيم، وخيرٍ ونعيم، وثباتٍ على الصراط المستقيم..
وفي الأمة جروح .. وفي الأمة بلايا .. وفي الأمة شدائد.. وفي الأمة رزايا .. وفي الأمة يا مولانا آلام، وفيها أمراض ظاهرة وباطنة.. داوِ الأمة يا رب، والطف بها وارحمها وعافها وخلِّصها وفرج عليها .. يا رب..
إن من يريدون بظنِّهم إصلاحَ شيءٍ من الأحوال يتصلون بذا وذاك ويعملون ما عندهم, ونحن نتصل بك يا قوي يا قادر يا من بيده الأمر الظاهر والباطن.. نقول لك: بمحمد فرِّج على أمته يا رب، تدارَك أمتَه يا رب، أغِث أمته يا رب، واجعلنا في خيار أمته يا رب.. يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين فرِّج على المسلمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.