المقيم على سفر
قيل لأحد الحكماء: مالك تدمن إمساك العصا ولست بكبير ولا مريض فقال: لأذكر أني مسافر .
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها.......عليّ ولا أني تحنيت من كبر
ولكنني ألزمت نفسي حملها ................لأعملها أن المقيم على سفر
الطرق كثيرة متشعبة أمام المسافر . وفي وسطها طريق واحد هو الموصل للغاية المنشودة لا غيره معلن عليه: أن المقيم على سفر فلا يركن وهذا هو الطريق الحق فلا يُتَنكَّبْ.
الحاجة فيه ماسة للزاد والعدة فمن أراد الخروج أعد العدة وحدا حادية عندها :
أوانا في بيوت البدو رحلي ........ وآونة على قتد البعير
.لا تأذن الحكمة على هذا الطريق بالقفز وتجاوز التدرج بل جوهر تخطيطه مرحلة. مرحلة.
منا الأناة وبعض القوم يحسبنا..........أنا بطاءُ وفي إبطائنا سِرَعُ
(إنه طريق تعبيد النفس والناس لله رب العالمين وإخراجهم من الظلمات إلى النور)
ولا شك انه طريق شاق طويل ولكنه مضمون ثابت مأمون إن كنا نريد أن نصبح أمة مسافرة على هذا الطريق في قوة وعزة ورسوخ فلا بد أن نخلق في أنفسنا غاية إرضاء الله في منهج يؤدي إلى هذه الغاية وهو الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مع عزيمة على مخطط طويل الأمد لا ننتظر فيه الوصول إلى الهدف النهائي بمجرد بدء الجهد ولكن لا نزال ماضين ومن سار وصل.
وعلى الله قصد السبيل .
من كتاب على الطريق
للشيخ علي بن عبد الخالق القرني
__________________
معا نرقى ومعا نرتقي
معا نمضي ومعا نصل
معا نسافر ويوما نلتقي